Thursday, April 12, 2007

دائرة حادة الزوايا

بالأمس
كنا نقترف لعبة تعلمها جدران بلدتي المنسية ،
نختبئ
فيضيع الأثر
ثم ننسى التفاصيل
الحزن أيضاً كان يشاركنا اللعبة ،
كنا نعصب عينيه فيفر من أمامنا
إلينا ،
لم يجادلنا مرة لماذا لم نكن نفتقده حين يغيب

لم يكن يغضب آنذاك ،
كان أكثر منا صبراً
و حكمة
الإنسان الوحيد الذي حمل في قلبه كل كهولة العالم
دون أن يقترف كذبة واحدة
كان يخبئ مواعظه في جفون الليل
في انتظار قناديلنا الباهتة تضيء
، كان يعلم أن فتيلٌ من أرق لسوف ينساب حتى يلامس قلوبنا
ثم يشتعل فينا حريق

كان حزناً يجيد الابتسام ،
يركض بين البيوت / يكتب أسماءنا واحداً تلو آخر

الذين سيصعدون إلى قلوب العذراى
و الحالمات
ينهضن في الهزيع الأخير ،يتعثرن بظلال من كانوا هنا
غادروا قبل أن تنهض الشمس من خدرها
لا يسألن
لماذا لم تصهل الشمس كعادتها حين كانت تمر-
يجمعن الأثر ثم يتعطرن به ...و يمضين
الحزن كان رفيقاً جيداً ... و لم يزل
كان يعرف وجهته أيضاً ॥
و يعرف أن صبرنا قاصر
أدرك أن لا باب بدونه سيفضي للسماء
فاستدار كهيئة قلوبنا و تسمر كـ صخرة في الطريق
تعلمت حين أمر به أن أغمض عيني أيضاً
أشاركه اللعبة التي يعشق حد حتفي
كنت أتعمد احتضانه حين أتعثر به
ليعلم أنني لا أخشاه
و كان يجيد التغلغل بي
كنا نرقص معاً في ذات الدائرة
الحادة الزاوية
أجسادٌ هلامية ،تنبعث منها رائحة الحروف
هكذا
كنت أدرك أن العمر سيتوقف دون أن يهدر ثانية من حزن
كنت أيقن أني استبقني إليك
إلى الحب الذي انتزعني مني.. إلي
فأفتح نافذتي كل صباح و أستنشق حزني ، أودعه قبلةً دافئة
و نهراً من حروف
لأتم قصيدة ابتدأتها وحدي
و أغني بفرحٍ لحظة أموت
هكذا
لأحتمل كذبةً أخرى تظن أنها تقتل وجعي
أصدقها و أبتلعني دموع
هكذا لنورق كالأرض حينٍ خصبٍ
حين تستبدل حتفي بباقةٍ أخرى من حديث
أصدقها و أهزم موتي
و تنتصر الحروف

2 comments:

Anonymous said...

بالصدفة جئت هنا
ولم اشأ أن أرحل دون أن أقول أني أحسست بإنسانة جميلة رقيقة مرهفة الحس تطل من بين السطور

سنونوة said...

الرائعة سوزان

مرورك الرائع وهبني أجنحة لأحلق عبر الفرح

كم أسعدني أنك مررت من هنا
محبتي و أكثر